الأخوة والصداقة

هذا الكتاب
إن الإخوة في الله إحدى الركائز التي قام بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بناء دولة الإسلام بالمدينة المنورة فقد آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار لكي يقوى المجتمع المدني «وهذا الشعور الأخوي يولد في نفوس المؤمنين أصدق العواطف النبيلة، وأخلص الأحاسيس الصادقة في اتخاذ مواقف إيجابية من التعاون والإيثار والرحمة والعفو…».
ولقد وقع بين يدي كتاب التبصرة للإمام ابن الجوزي المتوفي (597) فقمت بالاطلاع على محتوياته وفي مقدمته أشار المؤلف إلى «أن جماعة من أصحابي أحبوا التشاغل بعلم الوعظ ولم يجدوا فيه كتابا يجوز الاعتماد عليه»، فقام -رحمه الله- بتأليف الكتاب تلبية لرغبة أصحابه.
ولقد شدني أحد موضوعاته والذي عنون له ابن الجوزي -رحمه الله- بالمجلس السابع بـ«الأخوة والصداقة» كما قرأت في كتاب غذاء الألباب للسفاريني الموضوع ذاته، عندما شرح أدب التعامل مع الأحمق البليد وتكلم عن الأخوة والصداقة وقد تناول معظم كلام ابن الجوزي مع استدلالات لطيفة مع عنونة بعض الموضوعات ونظرًا لأهمية الموضوع فإن المسلمين يحتاجون هذه الأيام لمثل هذا الموضوع لتقوية صفوفهم وترابطهم وتصفية نفوسهم وتعاونهم وتآخيهم وتراحمهم فيما بينهم ومحبتهم ورحمتهم للآخرين، فقمت بإخراج موضوع «الأخوة والصداقة» في كتيب، ليسهل تناوله وقراءته والاستفادة من مضامينه وتطبيقاته.