القواعد الأولية في علوم العربية

في بداية القرن الهجري الرابع عشر أَلَّف العالم الشيخ محمد حسين الأزهري ثلاث رسائل في اللغة العربية: الأولى في فن الصرف، والثانية في علم النحو، والثالثة في علم الخط (الإملاء)، وقام المؤلف بجمع هذه الرسائل على الترتيب المذكور في كتاب واحد أسماه: «القواعد الأولية في علوم العربية».
ثم إن الكتاب لاقى قبولا واستحسانا، وقررت اللجنة العلمية المنعقدة بديوان المعارف آنذاك بإجماع أعضائها طبع الكتاب، وصدرت الطبعة الأولى من الكتاب بالمطبعة الميرية ببولاق سنة (1302هـ)، بعد أن صار مقررا دراسيا لتلاميذ المرحلة الابتدائية الأميرية، إضافة إلى كتاب «الفصول الفكرية»، لعبد الله باشا فكري (ت1307هـ).
وإثراء للمكتبة العربية قمنا بإعادة طباعة الكتاب مرة أخرى، إدراكا منا الحاجة لمثل هذه المؤلفات الصغيرة النافعة الميسرة للمبتدئين هذا الفن، والصالحة للتدريس في الدورات العلمية والمراحل الأولى من المعاهد العلمية والشرعية.
وشجعَنا على ذلك مكانة المؤلف العلمية، وخبراته التدريسية، ورغبته الجادة في تيسير العربية، وتوصية خمسة من كبار علماء الدولة المصرية بطبع الكتاب وتقريره في المدارس الابتدائية الأميرية.
ورأينا في المرحلة الأولى أن نحافظ على متن الكتاب، فلا نضيف إليه شيئا البتة، لا توضيحات علمية في الحاشية ولا عناوين للأبواب في الأصل.
وكان عملنا مقتصرا على مقابلة نص الكتاب، وضبط الأمثلة وبعض الكلمات المشكلة، إضافة إلى تنظيم فقار الكتاب، وعد بعض مسائل موضوعاته، ووضع علامات الترقيم المناسبة.