منصفات العرب الأواخر
2.000 د.ك
لطالما شدني إليه كثيرا الحديث عن أدب الخصومة، حديث يثير في نفسي تساؤلات عديدة لا سيما إنصاف الخصم مع شدة ما يجده الإنسان في نفسه من بغضاء وحنق وعداوة تطغى على جميع مشاعره، ومع ذلك تجده ينصف عدوه ولا ينقص من قدره ألبتة!!
إن النفس البشرية في الغالب تجنح للانتقام ممن أوقع بها جراحا، أو سبب لها انتكاسات نفسية بسبب جور، أو بأس ذاقته على يد خصم ما.
وأدب الخصومة، أو الإنصاف وإن كان فنا من فنون الأدب العربي، إلا أنه امتاز واتصف بميدانه، سواء كان لدى العرب الأوائل، أو الأواخر، وهو الميدان الذي تغلب عليه الدماء؛ حيث ساحات القتال وأرض الطراد، ذلك الميدان الذي ظهرت فيه أخلاق نبلاء الفرسان حتى لدى الأوروبيين.
وحاولت بكتابي هذا أن أسلط الضوء على ما استنبطته من شعر الإنصاف، ومما قد التقطُته من كبار السن من تلميحات لتفسير هذا الإنصاف ودوافعه، ولعل ما دفعني هو ما أراه من بون شاسع بين أخلاقيات العرب الأواخر، وجيلنا المعاصر، على ما أجد ما بين الفريقين من فرق في العلم والجهل، فأولئك إن خاصموا أنصفوا في الغالب على أميتهم وجهلهم، وجيلنا إن خاصم فَجرفي الغالب، إلا ما رحم الله منهم، على علمهم واطلاعهم بما جاء به الشرع والدين الحنيف.
وصف الكتاب
الوزن | 0.163 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 24 × 17 × 0.5 سنتيميتر |