بين الجبال الوديان

لا أدري إنْ كان لي أحفاد وذرية بعد مائة عام؟ وكل أملي أنْ تكون رسالتي هذه ضمن النُّصوص التَّاريخية المتداولة في يوميات الأجيال القادمة.
بدأنا حياتنا بالتَّنقل على ظهر الحمير، والكتابة في ألواح الخشب، والسَّمر على ضوء الذُّبالة (الكيروسين)، وينادي بعضنا بعضاً بالصَّوت العالي من جبل إلى جبل.
رافقت أيامنا وأعوامنا موجات من الانتصار والانكسار، والحروب والسَّلام، والانقسام والالتحام، والاجتماع والتَّفرق، والاتحاد والتَّمزق، والنُّزوح الإجباري واللجوء السياسي، والغنى المُطغي والفقر المدقع، وصحة في الأجسام، وغرائب في الأمراض والأسقام، وطُرق لا تُحصى مِن حوادث الموت والفناء والمصائب، وضعف وقوة، واستقامة وغفلة، وبناء وهدم، وصلاح وخراب.
سينتقل إليكم مِن تاريخنا كل القضايا الرَّئيسية الهامة، وستختفي جميع التَّفاصيل الهامشية التي كنا نراها مهمة، ولعلها تكون عندكم هباء .. لا تُسمن ولا تُغني مِن جوع.
لا أدري كيف أختم رسالتي؟ ولا أدري إنْ كان ما جاء فيها يكفي أنْ تتعرفوا ولو على لمحة قصيرةٍ ونظرةٍ يسيرةٍ عن أيامنا ودهرنا وعصرنا.