تهذيب على السفود لمصطفى صادق الرافعي في نقد العقاد

هذا الكتاب

       كتاب نقدي يجسدُ واحدةً من أشهر المعارك الأدبية التي دارت بين الرافعي والعقاد؛ في فترةٍ اتسمت باحتدام الصراعات الفكرية والأدبية؛ والتي أدَّت بدورها إلى إثراء الحياة الفكرية والثقافية في مصر والعالم العربي.

       وهو في الأصل مقالات طاحنة، نشرها الرافعي تباعًا في مجلة العُصور، وجعل عنوانها: (على السفود). نقد فيها ديوان العقاد، وحشد فيها من مُرّ الهجاء، وقوارص القول، وصُنوف الذمِّ والقدح المُقْزِع، ما يمكن أن يستخرج منه معجم لألفاظ الثلب والشتم.

       وقد همَّ الرافعي أن يجمع كل ما كتب في النقد في كتاب واحد، ونصحه العريان أن يضم إلى هذا المجموع مقالات «على السفود» بعد أن يجرِّدها مما يعيبها حرصًا على ما فيها من الفن، فارتاح لهذا الرأي واطمأنَّ إليه، ولكنه لم يفعل؛ إذ حالتِ الحوائل دون تنفيذ فكرته.

       لذلك رأيت أن أقوم بما لم يقم به الرافعي من تجريد مقالات (على السفود) مما يعيبها، وتهذيبها مما شانها من الألفاظ والجمل ومنكر القول ومر الهجاء، وأساليب الذم والقدح الذي لا يليق، وشرحت فيها وعلقت على ما يحتاج إلى شرح وإضافة وتصويب، وكتابة ترجمة للأعلام الذين ورد ذكرهم في الكتاب، ونسبة الأبيات والشواهد التي وردت فيه لأصحابها، ومصادرها، وذلك في الهوامش. إضافة لكتابة مقدمة للكتاب، وترجمة موجزة لكل من الرافعي العقاد.

       والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل.