خلاصة الأصول

علم الأصول علم جزيل الفائدة، عظيم النفع، ومنزلته من العلوم الشرعية منزلة الأصل من الفرع، والروح من الجسم، وهو مع شدة الحاجة إليه بعيد المنال، وعر الطريق، ذلك لصعوبة عبارات المؤلفين فيه، مع كثرة الاختلاف، وزيادة التطويل، ووفرة المناقشات اللفظية.
فما كان أحوج الناس إلى كتاب يجمع شتيته، ويضم متفرقه، ويتحامى المباحث اللفظية، مع دقة في التحرير وجودة في العبارة، وسلامة في الاختصار، ونعم قد أتاح الله لهم ذلك الأستاذ الفاضل العلامة: سلطان أفندي محمد المدرس بمدرسة المعلمين الناصرية (دار العلوم)، فجمع فيه كتابا وافيا شافيا نافعا مفيدا، ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل، وقد قرأه في تلك المدرسة عدة سنين، يزيد فيه كل سنة ما شاء، مما يجعله ملائما للطالبين، مفيدا فيما وضع لأجله.
وقد اعتنى –حفظه الله- قبل طبعه بتهذيبه وتنقيحه، وتحريره وتوضيحه، وطلب إليَّ أن أعلق عليه من الملاحظات ما يكون صالحا من تفسير في المفردات، أو توضيح في العبارات، أو تتميم لناقص، أو زيادة مستملحة، فكان.
وأضفت إليه زيادة على ذلك عدة تمرينات مفيدة تدريبا للطالب، وتسهيلا لتثبيت القواعد، فصار الكتاب الآن من أحسن ما وضع في هذا الفن، ينتفع به المبتدي، ويرجع إليه المنتهي.