رسالة في رسم كلمة ابن

هذا الكتاب
مما لا شك فيه أن العربية هُوية يتوحد أهلها تحت رايتها، سواء في مناحي تدوينها أو روايتها، بَلْهَ أنها لغة القرآن الكريم، الأمر الذي جاوز حيّز الأقطار إلى حيّز الدين فتوسع وشمل، وذلك أدى إلى عناية أهلها بها، فظلت حية إلى وقتنا الحاضر، يتدارسون أدبها الرفيع وقواعدها الرصينة، ومن ضمن هذه العناية (فن الكتابة والإملاء).
وهو علم اعتنى به النحويون، ونثروا قواعده في ثنايا كتبهم، لشدة تعلقه بعلم النحو، قال أبو حيان: «والكلام في الهجاء ليس من علم النحو، وإنما ذكره النحويون في كتبهم لضرورة ما يحتاج إليه المبتدئ في لفظه وفي كَتبه، ولأن كثيرًا من الكتابة ينبني على أصول نحوية، ففي بيانها بيان لتلك الأصول، وذلك نحو كَتبهم الهمزة في أكثر أحوالها بالحرف الذي تسهَّلُ به، وهو باب من النحو كبير».
من أجل ذلك صّح عزمي واجتهدت في تحقيق هذا الكتاب المتعلق بمبحث من مباحث هذا العلم الجليل، وعنوانه (رسالة في رسم كلمة ابن) للشيخ إبراهيم بن سليم -رحمه الله- أحد علماء الأزهر، تحدث فيه عن كلمة (ابن) -كما هو واضح من عنوان الرسالة- والأحوال التي تعتريها، وذلك استجابة لطلب من أحد المستشرقين كما سنبيّن، واستجلابًا للمنفعة في معرفتها لما لهذه الكلمة من أهمية تتمثل في كثرة استعمالها في الكتابات ودورانها على الألسن.