عمل العالم أو الراوي بالحديث أو تركه وأثره في قبوله أو رده

هذا الكتاب
يناقش مسألة هي من أهم المسائل التي عُنِيَ بها
المحدِّثون والأصوليون والفقهاء

فإنّه من المتفق عليه بين المسلمين أن السُّنَّة النبويَّة هي من المصادر التشريعية الّتي تُسْتَقَى منها العقائدُ والأحكامُ التّكليفيّة، ولكن من خلال قواعدَ تعارف عليها العلماء منها ما يرجع إلى طريقة ثبوتها ووصولها إلينا، وهو ما عُنِيَ به علماءُ الحديث، ويطلقون عليه علمَ الرّواية والدِّراية، ومنها ما يتعلق بطرق الاستنباط منها والاستدلال بها، وهو ما عُنِيَ به الأُصوليّون والفقهاءُ.
ومخالفةُ الرّاوي لما رواه، أو روايتُه حديثًا يخالف رأيه، أو عمل العلماء بخلاف الحديث هذه من المسائل التي اهتمَّ بها المحدِّثون والأُصوليّون والفقهاءُ، واختلفت آراؤهم في قبول الرِّواية أو ردِّها بناءً على ذلك، وتَرَتَّبَ على هذا اختلافٌ في التطبيق العمليِّ والأحكامِ الفقهيّة.
وفي هذا الكتاب عَرْضٌ ومناقشةٌ لمسألةِ مخالفةِ الرّاوي لما رواه، أو روايته ما يخالف رأيه ومذهبَه ويشتمل على أمثلة تطبيقية لتوضيح تلك القواعدِ والأقوال التي نَحَا إليها العلماءُ على اختلاف مذاهبهم وتخصصاتهم.